وسمي
هذا الدين أيضاً إيماناً؛ لأن العباد يؤدونه عن إيمان بالله وتصديق به
ورسله، فلهذا سمي دين الله إيماناً لهذا المعنى، كما في الحديث الصحيح من
قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا
إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))
أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم. فبين عليه الصلاة والسلام أن الدين كله إيمان،
وأن أعلاه قول: لا إله إلا الله، فعلمنا بذلك أن الدين كله عند الله
إيمان، ولهذا قال سبحانه: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[29] فسماهم بذلك، لأنك أيها
المؤمن بالله واليوم الآخر تؤدي أعمالك وطاعتك، وتترك المحارم عن إيمان
وتصديق بأن الله أمرك بذلك، ونهاك عن المحارم، وأنه يرضى منك هذا العمل
ويثيبك عليه، وأنه ربك ولم يغفل عنك وأنت تؤمن بهذا، ولهذا فعلت ما فعلت،
فأديت الفرائض، وتركت المحارم، ووقفت عند الحدود، وجاهدت نفسك لله عز وجل.
وسمى الدين براً؛ لأن خصاله كلها خير. وسمى هذا الدين هدى؛ لأن من استقام
عليه فقد اهتدى إلى خير الأخلاق وإلى خير الأعمال؛ لأن الله بعث نبيه صلى
الله عليه وسلم ليكمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما في الحديث عنه
عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وفي حديث
أنيس أخي أبي ذر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى مكارم
الأخلاق)، فهذا الدين سمي هدى؛ لأنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم الأخلاق
ومحاسن الأعمال، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ
الْهُدَى[30]، وقال في أهله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ[31]،
وقال في أهله أيضاً: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[32] وبهذا تعلم يا
أخي معنى هذه الألفاظ: "الإسلام"، "الإيمان"، "التقوى"، "الهدى"، "البر"،
"العبادة"، إلى غير ذلك.
وتعلم أيضاً أن هذا الدين الإسلامي قد
جمع الخير كله، فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو
متقٍ لله، وهو موعود بالجنة والكرامة، وهو موعود بتفريج الكروب وتيسير
الأمور، وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا، وهو الموعود بالنصر على
الأعداء والسلامة من مكائدهم إذا استقام على دين الله وصبر عليه، وجاهد
نفسه لله، وأدى حق الله وحق عباده، فهذا هو المتقي وهو المؤمن، وهو البر،
وهو المفلح، وهو المهتدي والصالح، وهو المتقي لله عز وجل، وهو المسلم الحق.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يأخذ بأيدينا
جميعاً لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين،
وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا، والدعوة إلى
ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
وسمى الدين براً؛ لأن خصاله كلها خير. وسمى هذا الدين هدى؛ لأن من استقام عليه فقد اهتدى إلى خير الأخلاق وإلى خير الأعمال؛ لأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليكمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وفي حديث أنيس أخي أبي ذر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى مكارم الأخلاق)، فهذا الدين سمي هدى؛ لأنه يهدي من استقام عليه إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كما قال عز وجل: وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى[30]، وقال في أهله: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ[31]، وقال في أهله أيضاً: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[32] وبهذا تعلم يا أخي معنى هذه الألفاظ: "الإسلام"، "الإيمان"، "التقوى"، "الهدى"، "البر"، "العبادة"، إلى غير ذلك.
وتعلم أيضاً أن هذا الدين الإسلامي قد جمع الخير كله، فمن استقام عليه وحافظ عليه وأدى حقه وجاهد نفسه بذلك فهو متقٍ لله، وهو موعود بالجنة والكرامة، وهو موعود بتفريج الكروب وتيسير الأمور، وهو الموعود بغفران الذنوب وحط الخطايا، وهو الموعود بالنصر على الأعداء والسلامة من مكائدهم إذا استقام على دين الله وصبر عليه، وجاهد نفسه لله، وأدى حق الله وحق عباده، فهذا هو المتقي وهو المؤمن، وهو البر، وهو المفلح، وهو المهتدي والصالح، وهو المتقي لله عز وجل، وهو المسلم الحق.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً لما يرضيه، وأن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين، وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا، والدعوة إلى ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق