الثلاثاء، 10 أبريل 2012

السترة *من السنن المهجوره حتي لا يقطع الشيطان صلاتك:

*السترة *من السنن المهجوره حتي لا يقطع الشيطان صلاتك:


يقول الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله
في معرض حديثة عن سنة السترة التي غفل عنها الناس

يقول (من السنن التي أماتها الناس وصارت غريبة أمام الناس،
وكلما تحدثنا بها جرى جدلٌ طويلٌ حولها،
وما ذاك إلا لعدم قيام أهل العلم بواجبهم من تعليم الناس وتبليغهم وعدم كتمانهم للعلم
إلا من شاء الله تبارك وتعالى وقليل ما هم، هؤلاء القليل هم الغرباء
الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث
الذي ربما قد سمعتموه قليلاً أو كثيراً وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
{إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء} وهناك روايتان أو حديثان آخران جاء فيهما بيان أو صفة هؤلاء الغرباء
الذين لهم طوبى وحسن مآب، جاء في أحدهما أنهم قالوا:
{يا رسول الله من هم هؤلاء الغرباء؟ قال: هم أناس قليلون صالحون بين ناس كثيرون
من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم}،
ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يُطيعهم،
وأنتم تشاهدون وتلمسون لمس اليد هذا الوصف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هؤلاء الغرباء ـ فإن أكثر الناس لا يعلمون، وإن أكثر الناس لا يتقون،
فهؤلاء الغرباء ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم،
والحديث الآخر: سئل عليه الصلاة والسلام أيضاً عن الغرباء فأجاب بقوله صلى الله عليه وسلم:
{هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي}.

وهنا الآن موضوعنا،
من السن التي أصبحت غريبة عن المصلين فضلاً عن غيرهم ، والتي عمت وطمت البلاد الإسلامية ، من هذه السنن سنة الصلاة إلى سترة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ولا يدع أحدا يمر بينه وبينها"
رواه أبو داوود وابن ماجة وابن خزيمة

وهذا نص عام على سنية اتخاذ السترة عند الصلاة سواء كان ذلك في المسجد أو البيت ، والرجال والنساء في ذلك سواء ، وبعض المصلين قد حرم نفسه من هذه السنة فتجده يصلي إلى غير سترة.


مسائل حول السترة

1- تحصل السترة بكل ما ينصبه المصلي تجاه القبلة كالجدار أو العصا أو العمود ، ولا تحديد لعرض السترة .
2- الارتفاع للسترة يكون مثل مؤخرة الرحل أي ما يقارب الشبر تقريبا.
3- المسافة بين القدمين إلى السترة ثلاثة أذرع تقريبا بحيث يكون بينه وبينها قدر إمكان السجود.
4- السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد (سواء الفريضة أو النافلة).
5- سترة الإمام سترة للمأموم فيجوز المرور بين يدي المأموم لحاجة.


ثمرة تطبيق هذه السنة

1- أنها تقي الصلاة من القطع إن كان المار مما يقطعها (وهو المرأة والحمار والكلب الأسود).
2- أنها تحجب النظر عن الشخوص والروغان لأن صاحب السترة يضع نظره دون سترته غالبا، فينحصر تفكيره في معاني الصلاة.
3- يعطي المصلي المجال للمارين فلا يحوجهم للمرور أمامه.

فإنها من السنن التي أفسدها الناس بإعراضهم عن العمل بها
حتى كثير من أئمة المساجد الذين ينبغي ويُفترض فيهم أن يكونوا قدوة للناس،
قد أعرضوا عن هذه السنة بالمعنى الشرعي،
وصاروا يصلون في كثير من الأحيان في منتصف المسجد ليس بين أيديهم سترة،
وقليل جداً ( أي من يصلون الي ستره ) لأنهم من هؤلاء الغرباء
الذين نراهم يضعون بين أيديهم سترة يصلون إليها،
لا يجوز للمسلم إذا دخل المسجد وأراد أن يصلي تحية المسجد مثلاً أو سنة الوقت،
أن يقف حيثما تيسر له الوقوف وصلى وأمامه فراغ، ليس أمامه شاخص يُصلي إليه،
هذا الشاخص الذي يصلي إليه هي السترة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
أحاديث كثيرة فيما يتعلق بالصلاة إلى السترة، فكثير منها من فعله عليه الصلاة والسلام
وبعضها من قوله، ولعلكم سمعتم أو قرأتم
حديث خروج النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد إلى المصلى،
والمصلى كما تعلمون هو غير المسجد، عبارة عن أرض فسيحة
اتُخذ لإقامة صلاة الأعياد فيها وللصلاة على الجنازة فيها،
ففي هذا المكان أو المسمى بالصلاة عادة لا يكون هناك جدار ولا سارية عمود
ولا أي شيء يمكن أن يتوجه إليه المصلي وأن يجعله سترة بين يدي صلاته،
ففي الحديث المشار إليه: {أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا خرج إلى صلاة العيد خرج ومعه العنزة – وهي عصاة لها رأس معكوف-
فيغرس هذه العصا على الأرض ثم هو يصلي إليها}.
هكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر أو خرج إلى العراء فحضرته الصلاة صلى إلى سترة،
فقد تكون هذه السترة هي عَنزَته، وقد تكون شجرة يصلي إليها، وكان أحيانا يصلي إلى الرَّحل،
وهو ما يُرمى على ظهر الجمل يضعه بين يديه ويصلي إليه.

هذا هو السترة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إليها في كل صلواته ،
فنرى المسلمين اليوم قد جهلوا هذه السنة وأعرضوا عن فعلها ،
وإذا كنتم تلاحظوا فيما بعد وادخلوا أي مسجد فترى الناس هنا وهناك يصلون لا إلى سترة ،
هذا مع أن فيه مخالفة صريحة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: {صلوا كما رأيتموني أصلي}
ففيه مخالفة أصْرح من ذلك وأخص من ذلك وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
{إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته}.

وفي رواية أخرى هما روايتان يقول عليه الصلاة والسلام: {إذا صلى أحدكم فليدنو من سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته} ففي هذين الروايتين الأمر لأمرين اثنين:

الأمر الأول: أن المسلم إذا قام يصلي فيجب أن يصلي إلى شيء بين يديه.

والأمر الثاني: أن لا يكون بعيدا عن هذه السترة ، وإنما عليه أن يدنو منها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق