من صفات أبى حنيفة : ( الحلقة الأولى )
تميز الإمام أبو حنيفة بعدة صفات جعلته وبحق شيخاً للفقه والفقهاء ، ومن هذه الصفات :
أولاً :
كان أبو حنيفة صاحب مشاعر مرهفة ، وقلب يرتجف إذا ما تم تذكيره بالله ،
وكانت دمعاته وافرة ، فكان إذا ذكر بالله تعالى بكى ، وكان صبوراً على أذى
مخالفيه ، هادئاً حال الخلاف واحتدام النقاش وبلوغه ذروته .
روى ان بعض مناظريه قال له ذات مرة : يازنديق ، يا مبتدع ، فرد عليه أبو
حنيفة قائلاً : غفر الله لك ، الله يعلم منى غير ذلك ، وإنى ما عدلت به منذ
عرفته ، ولا أرجو إلا عفوه ، ولا أخاف إلا عقابه ، ثم بكى عند ذكر العقاب ،
فقال له الرجل : اجعلنى فى حلٍ مما قلت ، فقال أبو حنيفة : كل من قال فى
شيئاً من أهل الجهل فهو فى حل ، وكل من قال فى شيئاً من أهل العلم فهو فى
حرج .
ولما ناقش مسألة أفتى فيها الحسن البصرى ، وعاب على الحسن أنه
أخطأ ، قال له رجل : أنت تقول أخطأ الحسن يا ابن الزانية ، فلم يتغير وجه
أبى حنيفة ، وقال : والله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود ، وكان يقول :
اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له .
ثانياً :
كان أبو حنيفة جاهراً بالحق قائماً به ، لا يأبه بحاكم أو أمير فى ما لا
يرضى الله ، وكان لا يدارى ولا يمارى ولا ينافق ، بل يضع نصب عينيه فهمه
الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله دون ما نظرٍ إلى أهواء ذوى السلطان .
روى أنه لما تولى المنصور أمر المسلمين شرط على أهل الموصل أنهم إذا نقضوا
بيعته وخرجوا عليه حلت دماؤهم ، فنقضوا عهده ، فجمع المنصور الفقهاء وفيهم
أبو حنيفة ، وقص عليهم الخبر ، وقال لهم : أليس صح عن رسول الله أن
المؤمنون عند شروطهم ، وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا على ، وقد خرجوا
على عاملى ، وقد حلت لى دماؤهم ، فقال رجل من الفقهاء : يدك مبسوطة عليهم ،
وقولك مقبول فيهم ، فإن عفوت فأنت أهل العفو ، وإن عاقبت فبما يستحقون ،
فنظر المنصور إلى أبى حنيفة ، وقال : ما تقول أنت يا شيخ ، ألسنا فى خلافة
نبوة ، وبيت أمان ؟ فقال أبو حنيفة : إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه ، وأنت
شرطت عليهم ما ليس لك ، لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معانٍ ثلاثة ، فإن
أخذتهم أخذت بما لا يحل ، وشرط الله أحق أن توفى به ، فأمرهم المنصور
بالقيام ، فقاموا جميعاً ، فدعا المنصور أبا حنيفة وقال ياشيخ : القول ما
قلت ، انصرف إلى بلادك ، ولا تفت الناس بما هو شين على إمامك ، فتبسط أيدى
الخوارج
وفى الغد إن قدر الله لنا البقاء نستكلم حديثنا مع صفات شيخ الفقهاء
دكتور / أحمد محمد لطفى
من صفات أبى حنيفة : ( الحلقة الأولى )
تميز الإمام أبو حنيفة بعدة صفات جعلته وبحق شيخاً للفقه والفقهاء ، ومن هذه الصفات :
أولاً :
كان أبو حنيفة صاحب مشاعر مرهفة ، وقلب يرتجف إذا ما تم تذكيره بالله ، وكانت دمعاته وافرة ، فكان إذا ذكر بالله تعالى بكى ، وكان صبوراً على أذى مخالفيه ، هادئاً حال الخلاف واحتدام النقاش وبلوغه ذروته .
تميز الإمام أبو حنيفة بعدة صفات جعلته وبحق شيخاً للفقه والفقهاء ، ومن هذه الصفات :
أولاً :
كان أبو حنيفة صاحب مشاعر مرهفة ، وقلب يرتجف إذا ما تم تذكيره بالله ، وكانت دمعاته وافرة ، فكان إذا ذكر بالله تعالى بكى ، وكان صبوراً على أذى مخالفيه ، هادئاً حال الخلاف واحتدام النقاش وبلوغه ذروته .
روى ان بعض مناظريه قال له ذات مرة : يازنديق ، يا مبتدع ، فرد عليه أبو
حنيفة قائلاً : غفر الله لك ، الله يعلم منى غير ذلك ، وإنى ما عدلت به منذ
عرفته ، ولا أرجو إلا عفوه ، ولا أخاف إلا عقابه ، ثم بكى عند ذكر العقاب ،
فقال له الرجل : اجعلنى فى حلٍ مما قلت ، فقال أبو حنيفة : كل من قال فى
شيئاً من أهل الجهل فهو فى حل ، وكل من قال فى شيئاً من أهل العلم فهو فى
حرج .
ولما ناقش مسألة أفتى فيها الحسن البصرى ، وعاب على الحسن أنه أخطأ ، قال له رجل : أنت تقول أخطأ الحسن يا ابن الزانية ، فلم يتغير وجه أبى حنيفة ، وقال : والله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود ، وكان يقول : اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له .
ثانياً :
كان أبو حنيفة جاهراً بالحق قائماً به ، لا يأبه بحاكم أو أمير فى ما لا يرضى الله ، وكان لا يدارى ولا يمارى ولا ينافق ، بل يضع نصب عينيه فهمه الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله دون ما نظرٍ إلى أهواء ذوى السلطان .
روى أنه لما تولى المنصور أمر المسلمين شرط على أهل الموصل أنهم إذا نقضوا بيعته وخرجوا عليه حلت دماؤهم ، فنقضوا عهده ، فجمع المنصور الفقهاء وفيهم أبو حنيفة ، وقص عليهم الخبر ، وقال لهم : أليس صح عن رسول الله أن المؤمنون عند شروطهم ، وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا على ، وقد خرجوا على عاملى ، وقد حلت لى دماؤهم ، فقال رجل من الفقهاء : يدك مبسوطة عليهم ، وقولك مقبول فيهم ، فإن عفوت فأنت أهل العفو ، وإن عاقبت فبما يستحقون ، فنظر المنصور إلى أبى حنيفة ، وقال : ما تقول أنت يا شيخ ، ألسنا فى خلافة نبوة ، وبيت أمان ؟ فقال أبو حنيفة : إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه ، وأنت شرطت عليهم ما ليس لك ، لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معانٍ ثلاثة ، فإن أخذتهم أخذت بما لا يحل ، وشرط الله أحق أن توفى به ، فأمرهم المنصور بالقيام ، فقاموا جميعاً ، فدعا المنصور أبا حنيفة وقال ياشيخ : القول ما قلت ، انصرف إلى بلادك ، ولا تفت الناس بما هو شين على إمامك ، فتبسط أيدى الخوارج
وفى الغد إن قدر الله لنا البقاء نستكلم حديثنا مع صفات شيخ الفقهاء
دكتور / أحمد محمد لطفى
ولما ناقش مسألة أفتى فيها الحسن البصرى ، وعاب على الحسن أنه أخطأ ، قال له رجل : أنت تقول أخطأ الحسن يا ابن الزانية ، فلم يتغير وجه أبى حنيفة ، وقال : والله أخطأ الحسن وأصاب عبد الله بن مسعود ، وكان يقول : اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له .
ثانياً :
كان أبو حنيفة جاهراً بالحق قائماً به ، لا يأبه بحاكم أو أمير فى ما لا يرضى الله ، وكان لا يدارى ولا يمارى ولا ينافق ، بل يضع نصب عينيه فهمه الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله دون ما نظرٍ إلى أهواء ذوى السلطان .
روى أنه لما تولى المنصور أمر المسلمين شرط على أهل الموصل أنهم إذا نقضوا بيعته وخرجوا عليه حلت دماؤهم ، فنقضوا عهده ، فجمع المنصور الفقهاء وفيهم أبو حنيفة ، وقص عليهم الخبر ، وقال لهم : أليس صح عن رسول الله أن المؤمنون عند شروطهم ، وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا على ، وقد خرجوا على عاملى ، وقد حلت لى دماؤهم ، فقال رجل من الفقهاء : يدك مبسوطة عليهم ، وقولك مقبول فيهم ، فإن عفوت فأنت أهل العفو ، وإن عاقبت فبما يستحقون ، فنظر المنصور إلى أبى حنيفة ، وقال : ما تقول أنت يا شيخ ، ألسنا فى خلافة نبوة ، وبيت أمان ؟ فقال أبو حنيفة : إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه ، وأنت شرطت عليهم ما ليس لك ، لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معانٍ ثلاثة ، فإن أخذتهم أخذت بما لا يحل ، وشرط الله أحق أن توفى به ، فأمرهم المنصور بالقيام ، فقاموا جميعاً ، فدعا المنصور أبا حنيفة وقال ياشيخ : القول ما قلت ، انصرف إلى بلادك ، ولا تفت الناس بما هو شين على إمامك ، فتبسط أيدى الخوارج
وفى الغد إن قدر الله لنا البقاء نستكلم حديثنا مع صفات شيخ الفقهاء
دكتور / أحمد محمد لطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق