الحجاب وأدلته من القرآن الكريم
تعريف الحجاب في اللغة : هو المنع من الوصول إلى شيء ، فكلما حال بينك وبين شيء حائل فهو حجاب ،
وفي الشرع : هو التزام المرأة المسلمة بالأحكام الشرعية التي تمنع من
ظهورمحاسنها لمن لا تحل له . ويسمى خمارا لأن المرأة المسلمة تختمر به أي:
تغطي وجهها وبقية جسمها ، ويسمى النصيف ، ويسمى الجلباب ، ويسمى الرداء ،
ويسمى النقاب ، ويسمى الملاءة ، ويسمى الملحفة، وغير ذلك.
والحجاب
الشرعي يكون إما بملازمة البيت وعدم إظهار زينتها أمام الأجانب ، وإما
بملازمة ستر البدن كله عند خروج المرأة من البيت ، وإما بستر البدن كله ما
عدا الوجه والكفين ، فهذه الأنواع الثلاثة لا خلاف بين أهل العلم في
شرعيتها.
ويدل على هذا الكتاب والسنة ، كقوله سبحانه :{وقرن في بيوتكن}
[الأحزاب]، وكقوله سبحانه :{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء
حجاب}[الأحزاب].
وقال تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب]، إلى غير ذلك من الأدلة.
وهذان النوعان للحجاب الشرعي متفق عليهما بين أهل العلم عند المتقدمين والمتأخرين.
والنوع الأول والثالث واجبان عند أهل العلم ، والثاني الذي هو وجوب تغطية
الوجه والكفين مختلف فيه ، وإليك ذكر الأدلة الدالة على وجوبه
الدليل
الأول : قال الله تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.الأحزاب .
وقد قال جماعة من العلماء : بوجوب الحجاب الشامل للمرأة ومن ذلك الوجه والكفان استدلالا بهذه الآية.
ودلالة الآية على وجوب الحجاب واضحة من قوله سبحانه :{قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فالأمر بالحجاب لم يكن مقصورا على
نساء النبي صلى الله عليه وسلم بل كان عاما لجميع المؤمنات .
الدليل
الثاني: قوله سبحانه :وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر
لقلوبكم وقلوبهن} [الأحزاب]، والعلماء يرون أن هذه الآية تعم تغطية الوجه
والكفين ، وقد رأى بعضهم أنها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو قول مرجوح ، وذلك أنه تقرر في أصول الفقه أن الخطاب للواحد خطاب لجميع
الأمة لأن جميع الأمة مكلفون فلا يخرج أحد من هذا العموم إلا بدليل خاص به.
ومما يدل على أن الخطاب عام قوله سبحانه :{ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}
فهذه علة الأمر بالحجاب فطهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات لا تتحقق إلا
بالامتثال لهذا الأمر ولا تلتفت إلى من يدعي طهارة قلبه وهو مخالف لهذا
الأمر الرباني .
الدليل الثالث : قوله سبحانه :{قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ، وقل
للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو
آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو
بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من
الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم
ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}
[النور]، وهذه الآية دلت على وجوب الحجاب بما في ذلك تغطية الوجه والكفين
في مواضع منها:
أ- قوله : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} وهذا هو
الشاهد فقد صح عن ابن مسعود أنه فسر{إلا ما ظهر منها} قال : الثياب. أخرج
هذا الأثر ابن جرير الطبري والبيهقي وابن المنذر وابن أبي حاتم.
فالراجح في تفسير {إلا ما ظهر منها} أنها الثياب إذ لم يصح عن الصحابة غيره .
وهذا التفسير يتفق مع الآيات والأحاديث التي تفيد وجوب الحجاب لجميع
الأعضاء بما في ذلك الوجه والكفان ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية بوجوب
ستر البدن كله بدون استثناء ، راجع “مجموع الفتاوى” (22/118،117،110)
والافتتان بالنظر إلى الوجه أعظم من الفتنة ببقية الأعضاء ، وهذا لا يجهله
أحد ، فهل من الحكمة تحريم ظهور قدم المرأة وجواز إبداء وجهها ؟!، أضف إلى
ذلك ما هو حاصل من الزينة التي توضع على الوجه فتعظم به الفتنة.
ب –
قوله سبحانه :{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فالآية تشمل تغطية الوجه والكفين
لأن الله أمر بالاختمار على الجيوب ، وهذا ما فعلته نساء الأنصار
والمهاجرين.
ج – قوله سبحانه : {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من
زينتهن} وهذه الآية ظاهرة الدلالة على وجوب الحجاب للبدن كله بدون استثناء ،
وذلك أن فتنة حركة الضرب بالرجل أقل بكثير من فتنة الوجه ، ومع هذا نهى
الله المرأة أن تضرب برجليها الأرض .
الدليل الرابع : قوله سبحانه
:{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن
ثيابهن غير متبرجات بزينة} [النور]، وقد فسر جماعة من العلماء الثياب بأنها
الجلابيب أو الخمار الذي أمر الله بضربه على الجيوب ،
والآية الكريمة فيها تنبيهات عظيمة:
فالقواعد هن اللاتي بلغن سن اليأس من المحيض , وهذا تنبيه عظيم على أهمية
تغطية الوجه لأنه أعظم مكان في المرأة يدعو إلى الفتنة إذ أن الرجل لو رأى
أي عضو لبقي متطلعا إلى الوجه فإذا رأى يديها أو رجليها أو غير ذلك لم
يقتنع ، فإذا رأى وجهها وأعجبه جمالها حكم على بقية الأعضاء بجمالها
وقوله :{اللاتي لا يرجون نكاحا} زيادة بيان لمن أذن لها بترك الحجاب وهو أن تكون المرأة عازفة عن النكاح
وبعد هذا كله قال:{وأن يستعففن خير لهن} أي: يرتدين الحجاب فلم يجعل الله
ترك الحجاب مع هذه الآداب هو القمة في الخيرية ، وإنما القمة في الخيرية هو
بقاء الحجاب.
الحجاب وأدلته من السنه
1- قوله صلى الله عليه وسلم : ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) رواه الترمذي عن ابن مسعود.
وهذا الحديث يفيد تغطية سائر البدن بما في ذلك الوجه والكفان لأنه عليه
الصلاة والسلام لم يستثن شيئا من بدنها انه ليس بعورة ، ولهذا قال الإمام
أحمد ـ رحمه الله ـ : (ظفر المرأة عورة فإذا خرجت فلا تبين منه شيئا…) وهو
قول مالك.
والحديث وإن كان ليس بصريح في الوجوب لكنه يدل على ستر كلما يصدق عليه اسم عورة .
2- حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تنتقب المرأة
المحرمة ولا تلبس القفازين)) رواه البخاري رقم 1838 ومالك في “الموطأ 1/328
والترمذي رقم 833 وأبوداود رقم 1825, 826 والنسائي رقم 2680 وأحمد 2/119.
قال أبو بكر بن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ في حديث ابن عمر ((ولا تنتقب
المرأة )) : (وذلك أن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج فإنها ترخي
شيئا من خمارها على وجهها غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا
معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن ، وذلك ستر وجوههن وأيديهن).
وأفاد
الحديث أن المرأة لا تنتقب لأنها محرمة ، والنقاب هو ما شد به على مارن
أنفها. وهذا يكون تحت الخمار ويبقى الخمار لتغطي وجهها وجميع أعضائها ،
وإذا كانت حال كونها محرمة منعت من النقاب ولم تمنع من الحجاب دل هذا على
أن الحجاب ما يزال واجبا عليها .
3- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : يرخين شبرا ،
فقالت : إذا تنكشف أقدامهن فقال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه)) رواه أحمد
2/55وأبوداود رقم 4117 والترمذي رقم 1731والنسائي رقم 5351 , 5332 ,5353
,5354 .
هذا الحديث استنبط منه بعض العلماء تغطية الجسم كاملا ، لأن
الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن القدمين عورة عند الظهور على الأجانب ،
وأمر عليه الصلاة والسلام بتغطية القدمين ، والقدمان أقل فتنة بكثير من
الوجه والكفين بلا ريب ، ومن حكمة التشريع أن ينبه على ما هو أدنى ليدخل
الأعلى من باب أولى فنبه على تغطية القدمين ليدخل تغطية الوجه والكفين
4- حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (( إياكم والدخول على النساء فقال رجل أفرأيت الحمو؟ قال : الحمو
الموت)) رواه البخاري رقم 5232 ومسلم رقم 2172.
الحديث استنبط منه
العلامة الشنقيطي رحمه الله دليلا على وجوب الحجاب لجميع البدن ، وقد أطال
في تقرير ذلك فراجعه في “أضواء البيان” (6/592-593).
وخلاصة الكلام أن
الرسول صلى الله عليه وسلم حذر بأبلغ تحذير وهو قوله : ((الحمو الموت))
وهذا التحذير للأجانب من الأقارب لأن الأنصاري سأل عن الحمو فمنعه الرسول
صلى الله عليه وسلم بأبلغ منع وحذره بتحذير بليغ فالموت أفظع حادث يأتي على
الإنسان في الدنيا ،
فشبه دخول على المرأة بالموت .
5- حديث عائشة
رضي الله عنها قالت : إن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها
من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب قالت : ((فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم خبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له)) وفي رواية أنه
قال لها : ( أتحتجبي مني وأنا عمك) وفي رواية (وكان أبو القعيس زوج المرأة
التي أرضعت عائشة) والحديث رواه البخاري رقم 5103 ومسلم رقم 1445.
قال الحافظ ابن حجر في “الفتح” (9/152) : (وفيه وجوب احتجاب المرأة من الرجال الأجانب).اهـ
6- حديث حفصة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في
العيدين فقدمت امرأة فقالت : كنا نداوي الكلمى ونقوم على المريض فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم أعلى احدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا
تخرج؟ قال e : ((لتلبسها أختها)) وفي لفظ ((صاحبتها من جلبابها ولتشهد
الخير ودعوة المسلمين)) رواه البخاري رقم 1652وغيره.
وهذا الحديث
استفيد منه وجوب الاحتجاب الكامل لأن المرأة السائلة أرادت أن تعرف حكم
التخلف عن حضور العيدين بعذر عدم وجود الجلباب فهو دليل على ما كن عليه من
الالتزام بأمر الحجاب لأن المانع لها من الخروج هو عدم وجود جلباب ، فأمرها
النبي صلى الله عليه وسلم بأمرين :
أحدهما: الخروج إلى مصلى العيد.
الثاني : استعارة جلباب . فأمره صلى الله عليه وسلم لها باستعارة جلباب
يدل على وجوب الحجاب عند إرادة الخروج بين الرجال الأجانب ، ولوكان أمر
الحجاب مستحبا فقط لكانت معذورة عنه باعتبار عدم وجوده.
والجلباب يبقى
على ما هو المعروف انه الثوب الواسع الذي يغطي البدن كله ، كما هو ظاهر
الآية الكريمة {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}
[الأحزاب].
7- حديث فاطمة بنت قيس ، والقصة طويلة ، وخلاصة القصة أنها
طلقت ثلاثا فأرادت أن تعتد عند أم شريك وكانت أم شريك تستضيف الضيفان فقال
لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((…انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن أم
مكتوم الأعمى فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك ، فانتقلت إليه)) رواه مسلم
رقم1480.
وشاهدنا من الحديث ((فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك)) فمنعه صلى
الله عليه وسلم لها من بقائها عند أم شريك خشية أن يراها أصحابه عند وضع
الخمار ، فدل على وجوب الاحتجاب لجميع البدن ، والخمار ما يغطى به الرأس
والوجه والعنق ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية.
8- حديث ابن مسعود ـ
رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تباشر المرأة
المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)) رواه البخاري رقم 5240 . ومعنى
الحديث لا تتعرف المرأة على عورة المرأة بطريق الملاصقة ثم تذهب تصف المرأة
لزوجها ، لأن الواصفة حين تصف المرأة لزوجها ربما شغف بحب الموصوفة
واستنقص امرأته التي أخبرته ، وربما طلقها ، وربما ذهب إلى المرأة الموصوفة
فتكون الواصفة قد تسببت في وقوعه في أمر لا يحمد عقباه والشاهد من الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم : ((فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)) والنعت
الوصف ، ويستفاد من هذه اللفظة تحريم وصف المرأة للأقارب لأن القلب يتأثر
إما برؤية العين وإما بالوصف ، وإذا كان يتأثر بالوصف إلى حد الفتنة حتى
حرم وصف محاسن المرأة للرجال فمن باب أولى أن يحرم التبرج والسفور بما في
ذلك الوجه والكفان لأن الرجل يتأثر بنظرة عينه إلى النساء أكثر مما يتأثر
بما يخبر به ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ليس الخبر
كالمعاينة)) من حديث ابن عباس عند أحمد1/215
تنبيه : بعض الأزواج يصف
جمال زوجته للآخرين مما يؤدي إلى عشقها والافتتان بها ، وتنصب شباك الحيل
للوصول إليها . وهذه بلادة وقلة غيرة على العرض فالله المستعان .
9-
حديث جرير بن عبد الله البجلي ـ رضي الله عنه ـ قال: (( سألت النبي صلى
الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري)) رواه مسلم رقم 2159 .
وقد استنبط بعض العلماء من هذا الحديث أن نساء المؤمنين كن في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم يستترن عن الأجانب ويغطين وجوههن عنهم ، وإنما كان يقع
النظر عليهن فجأة في بعض الأحايين ولو كن يكشفن دائما لحصلت مشقة عظيمة جدا
في صرف البصر ، لأن الرجل إن غض بصره من هذه الجهة جاءت امرأة من هذه
الجهة ، ولا يمكن أن يؤمر المسلم بغض البصر عند الفجأة ويسمحله أن ينظر بكل
تمعن عند حصول تجمعات النساء وهو فيهن ، فإن تحريم الأخف دليل على تحريم
الأثقل . ولا يستطيع المسلم أن يصرف بصره كاملا إلا إذا كانت النساء
متحجبات فيحصل فجأة أن يرى امرأة بغير حجاب , فأمر أن يصرف نظره .
تنبيه : لا يفهم من الحديث أن المسلم لا يغض البصر عند كثرة التبرج والسفور
كما يوجد في الأسواق ، وفي بعض الأماكن ، والوظائف ، بل الواجب أن يغض
بصره بقدر ما يستطيع فإذا رأى امرأة هنا حول بصره ، فإذا جاءت امرأة ثانية
من الجهة الأخرى حول بصره ، وهذا فيه مشقة عظيمة ، لكن الأجر كبير فالرسول
صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : ((إنما أجرك على قدر نصبك)) رواه البخاري .
10- حديث سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينيك إنما جعل الاستئذان من أجل
البصر)) رواه البخاري ومسلم .
وجه الاستشهاد بهذا الحديث أن من كان
خارج البيت حرم عليه أن ينظر إلى من في البيت , وما هذا إلا لكي تبقى
المرأة مصانة في بيتها وفي خارجه .
نبذة عن فضائل الحجاب الشرعي
وفضائل الحجاب كثيرة ومزاياه عظيمة تجعل المرأة المسلمة رافعة رأسها ،
سيدة بنات جنسها ، مكرمة عند مجتمعها ، مطمئنة على شرفها ، ومن هذه
الفضائل:
1- أنه يتفق مع الفطرة : فقد فطرنا الله جميعا على حب سترة
العورة ، قال سبحانه :{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم
وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله}[الأعراف]، فحب العبد لستر
العورة آية من آيات الله ، وإنزال اللباس آية من آيات الله ، وقد قرن
الحجاب الشرعي هنا بالتقوى ، فالتقوى زاد الآخرة والحجاب الشرعي عنوان وتاج
لهذا التقوى ، فهذه الآية تدلنا على أن الحجاب ليس خرقة تلبس فحسب وإنما
هو التمسك بأحكام كثيرة تجعل صاحبها حقا من أهل التقى ، فما هناك مجال
للتنكر للحجاب في الفطرة السليمة ، ومن حصل عنده التنكر له فهذا دليل على
انحراف فيه وفساد في فطرته .
2- التمسك بالحجاب الشرعي وآدابه طاعة لله
وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم: وإذا كانت المرأة طائعة لله ورسوله صلى
الله عليه وسلم فقد وعدت بالمنازل العالية بإذن الله ، وبمرافقة الأنبياء
ومن معهم من أتباعهم الطاهرين . قال الله :{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما} [النساء]، فمعنى هذا أن
التزام النساء بالآداب الشرعية يجعلهن مع خيرة خلق الله .
3- بالمحافظة على الحجاب الشرعي تحصل الطهارة للقلوب التي لا يمكن أن تنال إلا بملازمة الحجاب الشرعي :
قال الله :{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم
وقلوبهن} [الأحزاب]، فمتى ستطهر قلوب المؤمنين والمؤمنات إذا كانت معرضة
للفتن كل حين؟ وأولئك الذين يزعمون أن قلوبهم نظيفة وطاهرة , هم في الحقيقة
مرضى القلوب ولشدة مرض قلوبهم أصبحوا لا يحسون بهذا المرض , وقد فرض
الحجاب في زمن خير القرون وهم الصحابة رضوان الله عليهم .
4- المحافظة
على الحجاب الشرعي عنوان العفة : والعفاف عطاء رباني واختصاص إلهي، ولهذا
كان عليه الصلاة والسلام يقول : ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف
والغنى )) رواه مسلم رقم 2721 عن ابن مسعود .
والعفة صفة الحور العين ، قال الله :{حور مقصورات في الخيام} [الرحمن .
5- الحجاب الشرعي والالتزام به دليل على كمال الإيمان : فقد قال الله :{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين}
6- الحجاب الشرعي دليل على وجود الغيرة التي جبل عليها المخلوق البشري ،
وعلى الغيرة الإيمانية الشرعية التي يتربى عليها المسلمون ، وعلى هذه
الغيرة يضحى بالنفس والمال ، ويجازى فاعل ذلك بدرجة الشهيد في الجنة ، قال
عليه الصلاة والسلام : ((من قتل دون ماله فهو شهيد... ومن قتل دون أهله فهو
شهيد)) رواه الترمذي رقم 1421 وأبو داود رقم 4772 والنسائي رقم 4105 وابن
ماجة رقم 2580 وأحمد4/189 عن سعيد بن زيد.
7- الحجاب الشرعي تتميز به المرأة المسلمة عن غيرها ، من النساء الآتي انحرفن عن هذه الآداب العظيمة .
8- الحجاب الشرعي سبب عظيم لدخول الجنة : فقد روى الإمام أحمد 4/197 والحاكم 4/602 وأبو يعلى رقم 7343
من حديث عبد الله بن عمرو قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال : ((انظروا هل ترون شيئا؟ فقلنا : نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر
المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل الجنة
من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان)).
وفي الحديث
دلالة على أن الآتي يدخلن الجنة من النساء أقل من القليل . وسبب قلة دخولهن
الجنة هو كثرة انحرافهن وجريهن وراء المعاصي وترك ما أوجب الله عليهن .
9- الحجاب الشرعي سبب لقبول المرأة في مجتمعها , ولهذا قال عليه الصلاة
والسلام للخاطب : ((...فاظفر بذات الدين تربت يداك)) رواه البخاري رقم 5090
ومسلم رقم 1466 من حديث أبي هريرة .
10- الحجاب الشرعي سبب لنجاة
المرأة من مؤذاة السفهاء لها وقطع أطماعهم فيها : قال الله تعالى :) ذلك
أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ( وقال جل وعلا :) فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في
قلبه مرض ( فإذا كان المتطلعون إلى النساء يطمعون فيهن عند سماع أصواتهن
فكيف إذا رأوا جمالهن .
11- الحجاب الشرعي داع إلى ديمومة النكاح :
وذلك أن النساء إذا حافظن على الحجاب الشرعي صار الرجال لا يعرفون إلا
نساءهم ويقتنعون يهن , فلا يفتنون بغيرهن , ولو علمت النساء بهذه المزية في
الحجاب ما تبرجت امرأة .
12- المرأة المتمسكة بالحجاب تنتصر على
قوى الشر على اختلاف وسائلها , وتنوع أساليبها , كيف لا والمرأة المسلمة
تدعى إلى التبرج والسفور ليلا ونهارامن قبل الوسائل المرئية والمسموعة
والمقروءة إلى جانب ما تواجه من مجتمعها .
13- الحجاب الشرعي من محاسن
الشريعة الإسلامية ، يقول الله في كتابه الكريم :{ألا يعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير}[الملك]، فهو سبحانه أعلم بمصالح عباده فشرعه سبحانه للحجاب
من أعظم محاسن الإسلام كيف لا وفيه صيانة أعراض عباده ، والمحافظة على
النسل والأنساب ، وبقاء طهارة المجتمع , ولهذا قال الله تعالى :)يا أيها
الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ( فعدم
الالتزام بالحجاب الشرعي وما يدعو إليه خطوات شيطانية تؤدي إلى الفحشاء
والمنكر .
14- الحجاب الشرعي يسموا بالمرأة إلى أن تكون قدوة صالحة في
مجتمعها , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من سن في الإسلام سنة حسنة فله
أجرها وأجر من عمل بها من بعده ” رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي ,
فما أحوج المرأة المسلمة إلى إحياء التمسك بالحجاب الشرعي .
أختي
المسلمة : لقد بان لك من خلال ذكر فضائل الحجاب ومزاياه العظيمة الشيء
الكثير فلا تلتفتي إلى دعاة التبرج والسفور والاختلاط الذين هم معاول هدم
للقيم والأخلاق .
شروط الحجاب
للحجاب شروط :لا يكون حجابا شرعيا إلا بتوافرها ، وسنذكرها باختصار ، وهي كالآتي:
1- أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن حال خروج المرأة بين الرجال الأجانب :
والدليل على ذلك قوله تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء
المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب] ، والجلباب وما شابهه هو ما
يكون واسعا يغطي البدن كله بما في ذلك الوجه والكفان.
2- أن لا يكون
زينة في نفسه : قال تعالى :{ولا يبدين زينتهن} [النور]، لأنه بعمومه يشمل
الثياب الظاهرة إذا كانت زينة تلفت أنظار الرجال إليها .
3- أن يكون صفيقا لا يشف : لأن الشفاف لا يتحقق به الستر بل يزيد المرأة فتنة وزينة لأنه يصف جسمها ويري الناس عورتها.
4- أن يكون فضفاضا غير ضيق : فيصف شيئا من جسمها ، ومن المعلوم أن الغرض من الثوب رفع الفتنة ولا يحصل إلا بالثوب الواسع .
5- لا يكون مبخرا ولا مطيبا : وقد وردت أحاديث منها حديث أبي هريرة ـ رضي
الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما امرأة أصابت
بخورا فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة)) رواه مسلم وأبوداود والنسائي وغيرهم ،
وحديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ((أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)) .
6- أن لا يشبه لباس الرجال : وقد جاءت أحاديث كثيرة في تحريم التشبه
بالرجال من قبل النساء ، وسأكتفي بحديث واحد ، روى البخاري عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال : ((لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال
والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم )) وفي لفظ ((فأخرج النبي صلى
الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا)) وفي لفظ ((لعن الله المتشبهين من
الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) وهذا اللعن كاف لزجر المرأة
التي تلبس لباسا خاصا بالرجال , وهذا الحديث عام يشمل تحريم تشبه النساء
في كل شيء مختص بالرجال من لباس وغيره.
7- أن لا يشبه لباس الكافرات :فمعلوم من ديننا بالضرورة تحريم التشبه بالكفار .
تعريف الحجاب في اللغة : هو المنع من الوصول إلى شيء ، فكلما حال بينك وبين شيء حائل فهو حجاب ،
وفي الشرع : هو التزام المرأة المسلمة بالأحكام الشرعية التي تمنع من ظهورمحاسنها لمن لا تحل له . ويسمى خمارا لأن المرأة المسلمة تختمر به أي: تغطي وجهها وبقية جسمها ، ويسمى النصيف ، ويسمى الجلباب ، ويسمى الرداء ، ويسمى النقاب ، ويسمى الملاءة ، ويسمى الملحفة، وغير ذلك.
والحجاب الشرعي يكون إما بملازمة البيت وعدم إظهار زينتها أمام الأجانب ، وإما بملازمة ستر البدن كله عند خروج المرأة من البيت ، وإما بستر البدن كله ما عدا الوجه والكفين ، فهذه الأنواع الثلاثة لا خلاف بين أهل العلم في شرعيتها.
ويدل على هذا الكتاب والسنة ، كقوله سبحانه :{وقرن في بيوتكن} [الأحزاب]، وكقوله سبحانه :{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب}[الأحزاب].
وقال تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب]، إلى غير ذلك من الأدلة.
وهذان النوعان للحجاب الشرعي متفق عليهما بين أهل العلم عند المتقدمين والمتأخرين.
والنوع الأول والثالث واجبان عند أهل العلم ، والثاني الذي هو وجوب تغطية الوجه والكفين مختلف فيه ، وإليك ذكر الأدلة الدالة على وجوبه
الدليل الأول : قال الله تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.الأحزاب .
وقد قال جماعة من العلماء : بوجوب الحجاب الشامل للمرأة ومن ذلك الوجه والكفان استدلالا بهذه الآية.
ودلالة الآية على وجوب الحجاب واضحة من قوله سبحانه :{قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فالأمر بالحجاب لم يكن مقصورا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بل كان عاما لجميع المؤمنات .
الدليل الثاني: قوله سبحانه :وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} [الأحزاب]، والعلماء يرون أن هذه الآية تعم تغطية الوجه والكفين ، وقد رأى بعضهم أنها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو قول مرجوح ، وذلك أنه تقرر في أصول الفقه أن الخطاب للواحد خطاب لجميع الأمة لأن جميع الأمة مكلفون فلا يخرج أحد من هذا العموم إلا بدليل خاص به.
ومما يدل على أن الخطاب عام قوله سبحانه :{ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} فهذه علة الأمر بالحجاب فطهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات لا تتحقق إلا بالامتثال لهذا الأمر ولا تلتفت إلى من يدعي طهارة قلبه وهو مخالف لهذا الأمر الرباني .
الدليل الثالث : قوله سبحانه :{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور]، وهذه الآية دلت على وجوب الحجاب بما في ذلك تغطية الوجه والكفين في مواضع منها:
أ- قوله : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} وهذا هو الشاهد فقد صح عن ابن مسعود أنه فسر{إلا ما ظهر منها} قال : الثياب. أخرج هذا الأثر ابن جرير الطبري والبيهقي وابن المنذر وابن أبي حاتم.
فالراجح في تفسير {إلا ما ظهر منها} أنها الثياب إذ لم يصح عن الصحابة غيره .
وهذا التفسير يتفق مع الآيات والأحاديث التي تفيد وجوب الحجاب لجميع الأعضاء بما في ذلك الوجه والكفان ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية بوجوب ستر البدن كله بدون استثناء ، راجع “مجموع الفتاوى” (22/118،117،110)
والافتتان بالنظر إلى الوجه أعظم من الفتنة ببقية الأعضاء ، وهذا لا يجهله أحد ، فهل من الحكمة تحريم ظهور قدم المرأة وجواز إبداء وجهها ؟!، أضف إلى ذلك ما هو حاصل من الزينة التي توضع على الوجه فتعظم به الفتنة.
ب – قوله سبحانه :{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فالآية تشمل تغطية الوجه والكفين لأن الله أمر بالاختمار على الجيوب ، وهذا ما فعلته نساء الأنصار والمهاجرين.
ج – قوله سبحانه : {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} وهذه الآية ظاهرة الدلالة على وجوب الحجاب للبدن كله بدون استثناء ، وذلك أن فتنة حركة الضرب بالرجل أقل بكثير من فتنة الوجه ، ومع هذا نهى الله المرأة أن تضرب برجليها الأرض .
الدليل الرابع : قوله سبحانه :{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة} [النور]، وقد فسر جماعة من العلماء الثياب بأنها الجلابيب أو الخمار الذي أمر الله بضربه على الجيوب ،
والآية الكريمة فيها تنبيهات عظيمة:
فالقواعد هن اللاتي بلغن سن اليأس من المحيض , وهذا تنبيه عظيم على أهمية تغطية الوجه لأنه أعظم مكان في المرأة يدعو إلى الفتنة إذ أن الرجل لو رأى أي عضو لبقي متطلعا إلى الوجه فإذا رأى يديها أو رجليها أو غير ذلك لم يقتنع ، فإذا رأى وجهها وأعجبه جمالها حكم على بقية الأعضاء بجمالها
وقوله :{اللاتي لا يرجون نكاحا} زيادة بيان لمن أذن لها بترك الحجاب وهو أن تكون المرأة عازفة عن النكاح
وبعد هذا كله قال:{وأن يستعففن خير لهن} أي: يرتدين الحجاب فلم يجعل الله ترك الحجاب مع هذه الآداب هو القمة في الخيرية ، وإنما القمة في الخيرية هو بقاء الحجاب.
الحجاب وأدلته من السنه
1- قوله صلى الله عليه وسلم : ((المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)) رواه الترمذي عن ابن مسعود.
وهذا الحديث يفيد تغطية سائر البدن بما في ذلك الوجه والكفان لأنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن شيئا من بدنها انه ليس بعورة ، ولهذا قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : (ظفر المرأة عورة فإذا خرجت فلا تبين منه شيئا…) وهو قول مالك.
والحديث وإن كان ليس بصريح في الوجوب لكنه يدل على ستر كلما يصدق عليه اسم عورة .
2- حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين)) رواه البخاري رقم 1838 ومالك في “الموطأ 1/328 والترمذي رقم 833 وأبوداود رقم 1825, 826 والنسائي رقم 2680 وأحمد 2/119.
قال أبو بكر بن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ في حديث ابن عمر ((ولا تنتقب المرأة )) : (وذلك أن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج فإنها ترخي شيئا من خمارها على وجهها غير لاصق به وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن ، وذلك ستر وجوههن وأيديهن).
وأفاد الحديث أن المرأة لا تنتقب لأنها محرمة ، والنقاب هو ما شد به على مارن أنفها. وهذا يكون تحت الخمار ويبقى الخمار لتغطي وجهها وجميع أعضائها ، وإذا كانت حال كونها محرمة منعت من النقاب ولم تمنع من الحجاب دل هذا على أن الحجاب ما يزال واجبا عليها .
3- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : يرخين شبرا ، فقالت : إذا تنكشف أقدامهن فقال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه)) رواه أحمد 2/55وأبوداود رقم 4117 والترمذي رقم 1731والنسائي رقم 5351 , 5332 ,5353 ,5354 .
هذا الحديث استنبط منه بعض العلماء تغطية الجسم كاملا ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن القدمين عورة عند الظهور على الأجانب ، وأمر عليه الصلاة والسلام بتغطية القدمين ، والقدمان أقل فتنة بكثير من الوجه والكفين بلا ريب ، ومن حكمة التشريع أن ينبه على ما هو أدنى ليدخل الأعلى من باب أولى فنبه على تغطية القدمين ليدخل تغطية الوجه والكفين
4- حديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إياكم والدخول على النساء فقال رجل أفرأيت الحمو؟ قال : الحمو الموت)) رواه البخاري رقم 5232 ومسلم رقم 2172.
الحديث استنبط منه العلامة الشنقيطي رحمه الله دليلا على وجوب الحجاب لجميع البدن ، وقد أطال في تقرير ذلك فراجعه في “أضواء البيان” (6/592-593).
وخلاصة الكلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر بأبلغ تحذير وهو قوله : ((الحمو الموت)) وهذا التحذير للأجانب من الأقارب لأن الأنصاري سأل عن الحمو فمنعه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبلغ منع وحذره بتحذير بليغ فالموت أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا ،
فشبه دخول على المرأة بالموت .
5- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : إن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب قالت : ((فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له)) وفي رواية أنه قال لها : ( أتحتجبي مني وأنا عمك) وفي رواية (وكان أبو القعيس زوج المرأة التي أرضعت عائشة) والحديث رواه البخاري رقم 5103 ومسلم رقم 1445.
قال الحافظ ابن حجر في “الفتح” (9/152) : (وفيه وجوب احتجاب المرأة من الرجال الأجانب).اهـ
6- حديث حفصة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن في العيدين فقدمت امرأة فقالت : كنا نداوي الكلمى ونقوم على المريض فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أعلى احدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج؟ قال e : ((لتلبسها أختها)) وفي لفظ ((صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المسلمين)) رواه البخاري رقم 1652وغيره.
وهذا الحديث استفيد منه وجوب الاحتجاب الكامل لأن المرأة السائلة أرادت أن تعرف حكم التخلف عن حضور العيدين بعذر عدم وجود الجلباب فهو دليل على ما كن عليه من الالتزام بأمر الحجاب لأن المانع لها من الخروج هو عدم وجود جلباب ، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بأمرين :
أحدهما: الخروج إلى مصلى العيد.
الثاني : استعارة جلباب . فأمره صلى الله عليه وسلم لها باستعارة جلباب يدل على وجوب الحجاب عند إرادة الخروج بين الرجال الأجانب ، ولوكان أمر الحجاب مستحبا فقط لكانت معذورة عنه باعتبار عدم وجوده.
والجلباب يبقى على ما هو المعروف انه الثوب الواسع الذي يغطي البدن كله ، كما هو ظاهر الآية الكريمة {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} [الأحزاب].
7- حديث فاطمة بنت قيس ، والقصة طويلة ، وخلاصة القصة أنها طلقت ثلاثا فأرادت أن تعتد عند أم شريك وكانت أم شريك تستضيف الضيفان فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((…انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك ، فانتقلت إليه)) رواه مسلم رقم1480.
وشاهدنا من الحديث ((فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك)) فمنعه صلى الله عليه وسلم لها من بقائها عند أم شريك خشية أن يراها أصحابه عند وضع الخمار ، فدل على وجوب الاحتجاب لجميع البدن ، والخمار ما يغطى به الرأس والوجه والعنق ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية.
8- حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)) رواه البخاري رقم 5240 . ومعنى الحديث لا تتعرف المرأة على عورة المرأة بطريق الملاصقة ثم تذهب تصف المرأة لزوجها ، لأن الواصفة حين تصف المرأة لزوجها ربما شغف بحب الموصوفة واستنقص امرأته التي أخبرته ، وربما طلقها ، وربما ذهب إلى المرأة الموصوفة فتكون الواصفة قد تسببت في وقوعه في أمر لا يحمد عقباه والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ((فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها)) والنعت الوصف ، ويستفاد من هذه اللفظة تحريم وصف المرأة للأقارب لأن القلب يتأثر إما برؤية العين وإما بالوصف ، وإذا كان يتأثر بالوصف إلى حد الفتنة حتى حرم وصف محاسن المرأة للرجال فمن باب أولى أن يحرم التبرج والسفور بما في ذلك الوجه والكفان لأن الرجل يتأثر بنظرة عينه إلى النساء أكثر مما يتأثر بما يخبر به ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((ليس الخبر كالمعاينة)) من حديث ابن عباس عند أحمد1/215
تنبيه : بعض الأزواج يصف جمال زوجته للآخرين مما يؤدي إلى عشقها والافتتان بها ، وتنصب شباك الحيل للوصول إليها . وهذه بلادة وقلة غيرة على العرض فالله المستعان .
9- حديث جرير بن عبد الله البجلي ـ رضي الله عنه ـ قال: (( سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري)) رواه مسلم رقم 2159 .
وقد استنبط بعض العلماء من هذا الحديث أن نساء المؤمنين كن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يستترن عن الأجانب ويغطين وجوههن عنهم ، وإنما كان يقع النظر عليهن فجأة في بعض الأحايين ولو كن يكشفن دائما لحصلت مشقة عظيمة جدا في صرف البصر ، لأن الرجل إن غض بصره من هذه الجهة جاءت امرأة من هذه الجهة ، ولا يمكن أن يؤمر المسلم بغض البصر عند الفجأة ويسمحله أن ينظر بكل تمعن عند حصول تجمعات النساء وهو فيهن ، فإن تحريم الأخف دليل على تحريم الأثقل . ولا يستطيع المسلم أن يصرف بصره كاملا إلا إذا كانت النساء متحجبات فيحصل فجأة أن يرى امرأة بغير حجاب , فأمر أن يصرف نظره .
تنبيه : لا يفهم من الحديث أن المسلم لا يغض البصر عند كثرة التبرج والسفور كما يوجد في الأسواق ، وفي بعض الأماكن ، والوظائف ، بل الواجب أن يغض بصره بقدر ما يستطيع فإذا رأى امرأة هنا حول بصره ، فإذا جاءت امرأة ثانية من الجهة الأخرى حول بصره ، وهذا فيه مشقة عظيمة ، لكن الأجر كبير فالرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : ((إنما أجرك على قدر نصبك)) رواه البخاري .
10- حديث سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينيك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)) رواه البخاري ومسلم .
وجه الاستشهاد بهذا الحديث أن من كان خارج البيت حرم عليه أن ينظر إلى من في البيت , وما هذا إلا لكي تبقى المرأة مصانة في بيتها وفي خارجه .
نبذة عن فضائل الحجاب الشرعي
وفضائل الحجاب كثيرة ومزاياه عظيمة تجعل المرأة المسلمة رافعة رأسها ، سيدة بنات جنسها ، مكرمة عند مجتمعها ، مطمئنة على شرفها ، ومن هذه الفضائل:
1- أنه يتفق مع الفطرة : فقد فطرنا الله جميعا على حب سترة العورة ، قال سبحانه :{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله}[الأعراف]، فحب العبد لستر العورة آية من آيات الله ، وإنزال اللباس آية من آيات الله ، وقد قرن الحجاب الشرعي هنا بالتقوى ، فالتقوى زاد الآخرة والحجاب الشرعي عنوان وتاج لهذا التقوى ، فهذه الآية تدلنا على أن الحجاب ليس خرقة تلبس فحسب وإنما هو التمسك بأحكام كثيرة تجعل صاحبها حقا من أهل التقى ، فما هناك مجال للتنكر للحجاب في الفطرة السليمة ، ومن حصل عنده التنكر له فهذا دليل على انحراف فيه وفساد في فطرته .
2- التمسك بالحجاب الشرعي وآدابه طاعة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم: وإذا كانت المرأة طائعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد وعدت بالمنازل العالية بإذن الله ، وبمرافقة الأنبياء ومن معهم من أتباعهم الطاهرين . قال الله :{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما} [النساء]، فمعنى هذا أن التزام النساء بالآداب الشرعية يجعلهن مع خيرة خلق الله .
3- بالمحافظة على الحجاب الشرعي تحصل الطهارة للقلوب التي لا يمكن أن تنال إلا بملازمة الحجاب الشرعي :
قال الله :{وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} [الأحزاب]، فمتى ستطهر قلوب المؤمنين والمؤمنات إذا كانت معرضة للفتن كل حين؟ وأولئك الذين يزعمون أن قلوبهم نظيفة وطاهرة , هم في الحقيقة مرضى القلوب ولشدة مرض قلوبهم أصبحوا لا يحسون بهذا المرض , وقد فرض الحجاب في زمن خير القرون وهم الصحابة رضوان الله عليهم .
4- المحافظة على الحجاب الشرعي عنوان العفة : والعفاف عطاء رباني واختصاص إلهي، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : ((اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )) رواه مسلم رقم 2721 عن ابن مسعود .
والعفة صفة الحور العين ، قال الله :{حور مقصورات في الخيام} [الرحمن .
5- الحجاب الشرعي والالتزام به دليل على كمال الإيمان : فقد قال الله :{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين}
6- الحجاب الشرعي دليل على وجود الغيرة التي جبل عليها المخلوق البشري ، وعلى الغيرة الإيمانية الشرعية التي يتربى عليها المسلمون ، وعلى هذه الغيرة يضحى بالنفس والمال ، ويجازى فاعل ذلك بدرجة الشهيد في الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام : ((من قتل دون ماله فهو شهيد... ومن قتل دون أهله فهو شهيد)) رواه الترمذي رقم 1421 وأبو داود رقم 4772 والنسائي رقم 4105 وابن ماجة رقم 2580 وأحمد4/189 عن سعيد بن زيد.
7- الحجاب الشرعي تتميز به المرأة المسلمة عن غيرها ، من النساء الآتي انحرفن عن هذه الآداب العظيمة .
8- الحجاب الشرعي سبب عظيم لدخول الجنة : فقد روى الإمام أحمد 4/197 والحاكم 4/602 وأبو يعلى رقم 7343
من حديث عبد الله بن عمرو قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ((انظروا هل ترون شيئا؟ فقلنا : نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان)).
وفي الحديث دلالة على أن الآتي يدخلن الجنة من النساء أقل من القليل . وسبب قلة دخولهن الجنة هو كثرة انحرافهن وجريهن وراء المعاصي وترك ما أوجب الله عليهن .
9- الحجاب الشرعي سبب لقبول المرأة في مجتمعها , ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للخاطب : ((...فاظفر بذات الدين تربت يداك)) رواه البخاري رقم 5090 ومسلم رقم 1466 من حديث أبي هريرة .
10- الحجاب الشرعي سبب لنجاة المرأة من مؤذاة السفهاء لها وقطع أطماعهم فيها : قال الله تعالى :) ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ( وقال جل وعلا :) فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ( فإذا كان المتطلعون إلى النساء يطمعون فيهن عند سماع أصواتهن فكيف إذا رأوا جمالهن .
11- الحجاب الشرعي داع إلى ديمومة النكاح : وذلك أن النساء إذا حافظن على الحجاب الشرعي صار الرجال لا يعرفون إلا نساءهم ويقتنعون يهن , فلا يفتنون بغيرهن , ولو علمت النساء بهذه المزية في الحجاب ما تبرجت امرأة .
12- المرأة المتمسكة بالحجاب تنتصر على قوى الشر على اختلاف وسائلها , وتنوع أساليبها , كيف لا والمرأة المسلمة تدعى إلى التبرج والسفور ليلا ونهارامن قبل الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة إلى جانب ما تواجه من مجتمعها .
13- الحجاب الشرعي من محاسن الشريعة الإسلامية ، يقول الله في كتابه الكريم :{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}[الملك]، فهو سبحانه أعلم بمصالح عباده فشرعه سبحانه للحجاب من أعظم محاسن الإسلام كيف لا وفيه صيانة أعراض عباده ، والمحافظة على النسل والأنساب ، وبقاء طهارة المجتمع , ولهذا قال الله تعالى :)يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ( فعدم الالتزام بالحجاب الشرعي وما يدعو إليه خطوات شيطانية تؤدي إلى الفحشاء والمنكر .
14- الحجاب الشرعي يسموا بالمرأة إلى أن تكون قدوة صالحة في مجتمعها , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده ” رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي , فما أحوج المرأة المسلمة إلى إحياء التمسك بالحجاب الشرعي .
أختي المسلمة : لقد بان لك من خلال ذكر فضائل الحجاب ومزاياه العظيمة الشيء الكثير فلا تلتفتي إلى دعاة التبرج والسفور والاختلاط الذين هم معاول هدم للقيم والأخلاق .
شروط الحجاب
للحجاب شروط :لا يكون حجابا شرعيا إلا بتوافرها ، وسنذكرها باختصار ، وهي كالآتي:
1- أن يكون الحجاب ساترا لجميع البدن حال خروج المرأة بين الرجال الأجانب : والدليل على ذلك قوله تعالى :{يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب] ، والجلباب وما شابهه هو ما يكون واسعا يغطي البدن كله بما في ذلك الوجه والكفان.
2- أن لا يكون زينة في نفسه : قال تعالى :{ولا يبدين زينتهن} [النور]، لأنه بعمومه يشمل الثياب الظاهرة إذا كانت زينة تلفت أنظار الرجال إليها .
3- أن يكون صفيقا لا يشف : لأن الشفاف لا يتحقق به الستر بل يزيد المرأة فتنة وزينة لأنه يصف جسمها ويري الناس عورتها.
4- أن يكون فضفاضا غير ضيق : فيصف شيئا من جسمها ، ومن المعلوم أن الغرض من الثوب رفع الفتنة ولا يحصل إلا بالثوب الواسع .
5- لا يكون مبخرا ولا مطيبا : وقد وردت أحاديث منها حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهدن معنا العشاء الآخرة)) رواه مسلم وأبوداود والنسائي وغيرهم ، وحديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)) .
6- أن لا يشبه لباس الرجال : وقد جاءت أحاديث كثيرة في تحريم التشبه بالرجال من قبل النساء ، وسأكتفي بحديث واحد ، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ((لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم )) وفي لفظ ((فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا وأخرج عمر فلانا)) وفي لفظ ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)) وهذا اللعن كاف لزجر المرأة التي تلبس لباسا خاصا بالرجال , وهذا الحديث عام يشمل تحريم تشبه النساء في كل شيء مختص بالرجال من لباس وغيره.
7- أن لا يشبه لباس الكافرات :فمعلوم من ديننا بالضرورة تحريم التشبه بالكفار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق