الخميس، 13 سبتمبر 2012

الإخلاص والتجرد وليس الشهرة والمباهاة

الإخلاص والتجرد وليس الشهرة والمباهاة :
منذ فجر الإسلام ويعلمنا التاريخ من خلال قصصه وحكاياته أن الأساس فى مصداقية العمل وشفافيته هو الإخلاص ، وقد وضع لنا الإسلام مجموعة من القواعد التى يجب اتباعها عند الإقدام على أي عمل خيرى ، سواء أكان المستفيد منه فرداً أم جماعة ، ومن أهم هذه الضوابط :
1- أن تكون نية الشخص أو الجماعة خالصة لله تعالى ، فلا يكون هذا العمل وراءه تحقيق مطامع أياً كان نوعها ، سياسي...ة أو اجتماعية أو اقتصادية . فإذا كان وراء العمل أية أغراض أخرى فإنه يكون عملاً غير مقبول ، ولا ثواب عليه .
2- أن يكون الهدف من هذا العمل هو تحقيق مصلحة المسلمين ، وإزالة الضرر عنهم .
3- أن تكون هناك مفاضلة فى الأعمال ، بحيث يتم البدء بالأهم ، ثم المهم ، وهو مبدأ من المبادىء التى أقرها الإسلام ، وطبقه الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث إنه لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد ، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن المسجد هو الأساس فى بناء الدولة الإسلامية ، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى .
4- أن لا تكون هناك مفاخرة أو مباهاة ممن قام بالعمل ، بحيث يفخر بأن العمل قام على يديه أو يد جزبه أو جماعته ، فهذا مما ينفى الإخلاص عن العمل ، ويدخل فيه الرياء ، وكما يعلم الجميع أن الرياء محبط للعمل كما أخبر بذلك الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .
5- أن يستوى لدى الفرد أن يكون نجاح العمل على يديه أو على يد غيره ، لأن الغرض الرئيس هو تحقيق مصلحة المسلمين .
6- على الفرد أن يتبع عند قيامه بعمله القواعد والآداب التى أمر بها الدين الحنيف ، فعليه أن ينصح غيره بلطف ولين ، وأن يتحرى الدقة والأمانة فى عمله ، وإذا تم العمل على الوجه الأكمل يأتى دور الأمانة فى النقل ، فإن كان ولا بد من ضرورة نشر تفاصيل العمل فى أي وسيلة من وسائل النشر فليكن النقل بأمانة وموضوعية ، وألا يقتصر النقل على فئة محدودة لمجموعة من الأشخاص ، وإهمال الباقى مع أنهم قد يكون لهم دور أكبر فى إنجاز هذا العمل
7- أخيراً على القائم بالعمل أن يكون بينه وبين نفسه متجرداً عن حقوق العباد ، فلا يكون لأحد عنده مظلمة ، خلاصة القول أن يكون ذا عفة عن حقوق العباد ، ناهيك عن حقوق الله عز وجل .
وفى النهاية أقول : لا ينبغى أن تكون مصالح المسلمين وأعمال البر وسيلة من وسائل جذب الأفراد لفكر معين ، أو إغرائهم بقناعات معينة ، فالإسلام لا يعرف ألاعيب السياسة ، قد يقول قائل إن الإسلام لا يتعارض مع السياسة ؟ أقول لك نعم : إن الإسلام كله سياسة ، بل إن كلمة لا إله إلا الله من أول حرف فيها إلى آخر حرف كلها سياسة ، ولكن السياسة التى يتبناها الإسلام ويدعوا إليها هى السياسة النظيفة التى تبنى على الصدق ، أما السياسة بمفهومها المزيف المعاصر فهذه يطلق عليها سياسة المصالح ، وهى نوع من الغش الذي نبذه الإسلام وأمر بالابتعاد عنه ، فهى كذب وقد أمر النبى بالبعد عن الكذب ، فقال : إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، أي أن الإسلام لا يقرها ولا يعترف بها ، لأن ممارستها كذب وخداع .
أما السياسة التى طبقها الصحابة والتابعون وكان فيها شىء من الخداع فهى السياسة مع الأعداء الذين لا يدينون بدين الإسلام ، وهى مشروعة ولا شىء فيها .
أسأل الله العلى القدير أن يجعلنا من الذين يعملون فيخلصون ، ويخلصون فيقبلون ، ويقبلون فيدخلون الفردوس الأعلى .
مع خالص تحياتى
د/ أحمد محمد لطفى
أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية
الشريعة والقانون جامعة الأزهر
أعجبني · · · منذ 5 ساعات

  • Samir Ali بارك الله فيك أخى الأكبر وزادك علما تنفع به الإسلام والمسلمين
  • Ahmed Lotfi تسلم حبيبى الغالى وأسأل الله أن يجمعنا دائما على طاعته
  • Seif Farouk Osman ربنا يكرمك ويبارك فيك يا دكتور ... كلمات رائعه حوت اهم المهمات
    ... نساْل الله تبارك وتعالي الاخلاص في الاقوال والاعمال وان يكون قولنا يسبقه عملنا .. حتي يكون هناك قدوه عظيمه في جميع المجالات ... ربنا يبارك في حضرتك
  • شمس الربيع اللهم امين ماجور يادكتور جعله الله فى ميزان حسناتك ونفعنا الله واياك به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق