الإخلاص والتجرد وليس الشهرة والمباهاة :
منذ فجر الإسلام ويعلمنا التاريخ من خلال قصصه وحكاياته أن الأساس فى
مصداقية العمل وشفافيته هو الإخلاص ، وقد وضع لنا الإسلام مجموعة من
القواعد التى يجب اتباعها عند الإقدام على أي عمل خيرى ، سواء أكان
المستفيد منه فرداً أم جماعة ، ومن أهم هذه الضوابط :
1- أن تكون نية
الشخص أو الجماعة خالصة لله تعالى ، فلا يكون هذا العمل وراءه تحقيق مطامع
أياً كان نوعها ، سياسي...ة أو اجتماعية أو اقتصادية . فإذا كان وراء العمل
أية أغراض أخرى فإنه يكون عملاً غير مقبول ، ولا ثواب عليه .
2- أن يكون الهدف من هذا العمل هو تحقيق مصلحة المسلمين ، وإزالة الضرر عنهم .
3- أن تكون هناك مفاضلة فى الأعمال ، بحيث يتم البدء بالأهم ، ثم المهم ،
وهو مبدأ من المبادىء التى أقرها الإسلام ، وطبقه الرسول عليه الصلاة
والسلام ، حيث إنه لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد ، لعلمه صلى الله عليه
وسلم أن المسجد هو الأساس فى بناء الدولة الإسلامية ، سواء على المستوى
الفردى أو الجماعى .
4- أن لا تكون
هناك مفاخرة أو مباهاة ممن قام بالعمل ، بحيث يفخر بأن العمل قام على يديه
أو يد جزبه أو جماعته ، فهذا مما ينفى الإخلاص عن العمل ، ويدخل فيه الرياء
، وكما يعلم الجميع أن الرياء محبط للعمل كما أخبر بذلك الصادق الأمين صلى
الله عليه وسلم .
5- أن يستوى لدى الفرد أن يكون نجاح العمل على يديه أو على يد غيره ، لأن الغرض الرئيس هو تحقيق مصلحة المسلمين .
6- على الفرد أن يتبع عند قيامه بعمله القواعد والآداب التى أمر بها الدين
الحنيف ، فعليه أن ينصح غيره بلطف ولين ، وأن يتحرى الدقة والأمانة فى
عمله ، وإذا تم العمل على الوجه الأكمل يأتى دور الأمانة فى النقل ، فإن
كان ولا بد من ضرورة نشر تفاصيل العمل فى أي وسيلة من وسائل النشر فليكن
النقل بأمانة وموضوعية ، وألا يقتصر النقل على فئة محدودة لمجموعة من
الأشخاص ، وإهمال الباقى مع أنهم قد يكون لهم دور أكبر فى إنجاز هذا العمل
7- أخيراً على القائم بالعمل أن يكون بينه وبين نفسه متجرداً عن حقوق
العباد ، فلا يكون لأحد عنده مظلمة ، خلاصة القول أن يكون ذا عفة عن حقوق
العباد ، ناهيك عن حقوق الله عز وجل .
وفى النهاية أقول : لا ينبغى أن
تكون مصالح المسلمين وأعمال البر وسيلة من وسائل جذب الأفراد لفكر معين ،
أو إغرائهم بقناعات معينة ، فالإسلام لا يعرف ألاعيب السياسة ، قد يقول
قائل إن الإسلام لا يتعارض مع السياسة ؟ أقول لك نعم : إن الإسلام كله
سياسة ، بل إن كلمة لا إله إلا الله من أول حرف فيها إلى آخر حرف كلها
سياسة ، ولكن السياسة التى يتبناها الإسلام ويدعوا إليها هى السياسة
النظيفة التى تبنى على الصدق ، أما السياسة بمفهومها المزيف المعاصر فهذه
يطلق عليها سياسة المصالح ، وهى نوع من الغش الذي نبذه الإسلام وأمر
بالابتعاد عنه ، فهى كذب وقد أمر النبى بالبعد عن الكذب ، فقال : إياكم
والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، أي أن
الإسلام لا يقرها ولا يعترف بها ، لأن ممارستها كذب وخداع .
أما
السياسة التى طبقها الصحابة والتابعون وكان فيها شىء من الخداع فهى السياسة
مع الأعداء الذين لا يدينون بدين الإسلام ، وهى مشروعة ولا شىء فيها .
أسأل الله العلى القدير أن يجعلنا من الذين يعملون فيخلصون ، ويخلصون فيقبلون ، ويقبلون فيدخلون الفردوس الأعلى .
مع خالص تحياتى
د/ أحمد محمد لطفى
أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية
الشريعة والقانون جامعة الأزهر
الإخلاص والتجرد وليس الشهرة والمباهاة :
منذ فجر الإسلام ويعلمنا التاريخ من خلال قصصه وحكاياته أن الأساس فى مصداقية العمل وشفافيته هو الإخلاص ، وقد وضع لنا الإسلام مجموعة من القواعد التى يجب اتباعها عند الإقدام على أي عمل خيرى ، سواء أكان المستفيد منه فرداً أم جماعة ، ومن أهم هذه الضوابط :
1- أن تكون نية الشخص أو الجماعة خالصة لله تعالى ، فلا يكون هذا العمل وراءه تحقيق مطامع أياً كان نوعها ، سياسي...ة أو اجتماعية أو اقتصادية . فإذا كان وراء العمل أية أغراض أخرى فإنه يكون عملاً غير مقبول ، ولا ثواب عليه .
2- أن يكون الهدف من هذا العمل هو تحقيق مصلحة المسلمين ، وإزالة الضرر عنهم .
3- أن تكون هناك مفاضلة فى الأعمال ، بحيث يتم البدء بالأهم ، ثم المهم ، وهو مبدأ من المبادىء التى أقرها الإسلام ، وطبقه الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث إنه لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد ، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن المسجد هو الأساس فى بناء الدولة الإسلامية ، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى .
منذ فجر الإسلام ويعلمنا التاريخ من خلال قصصه وحكاياته أن الأساس فى مصداقية العمل وشفافيته هو الإخلاص ، وقد وضع لنا الإسلام مجموعة من القواعد التى يجب اتباعها عند الإقدام على أي عمل خيرى ، سواء أكان المستفيد منه فرداً أم جماعة ، ومن أهم هذه الضوابط :
1- أن تكون نية الشخص أو الجماعة خالصة لله تعالى ، فلا يكون هذا العمل وراءه تحقيق مطامع أياً كان نوعها ، سياسي...ة أو اجتماعية أو اقتصادية . فإذا كان وراء العمل أية أغراض أخرى فإنه يكون عملاً غير مقبول ، ولا ثواب عليه .
2- أن يكون الهدف من هذا العمل هو تحقيق مصلحة المسلمين ، وإزالة الضرر عنهم .
3- أن تكون هناك مفاضلة فى الأعمال ، بحيث يتم البدء بالأهم ، ثم المهم ، وهو مبدأ من المبادىء التى أقرها الإسلام ، وطبقه الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث إنه لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد ، لعلمه صلى الله عليه وسلم أن المسجد هو الأساس فى بناء الدولة الإسلامية ، سواء على المستوى الفردى أو الجماعى .
4- أن لا تكون
هناك مفاخرة أو مباهاة ممن قام بالعمل ، بحيث يفخر بأن العمل قام على يديه
أو يد جزبه أو جماعته ، فهذا مما ينفى الإخلاص عن العمل ، ويدخل فيه الرياء
، وكما يعلم الجميع أن الرياء محبط للعمل كما أخبر بذلك الصادق الأمين صلى
الله عليه وسلم .
5- أن يستوى لدى الفرد أن يكون نجاح العمل على يديه أو على يد غيره ، لأن الغرض الرئيس هو تحقيق مصلحة المسلمين .
6- على الفرد أن يتبع عند قيامه بعمله القواعد والآداب التى أمر بها الدين الحنيف ، فعليه أن ينصح غيره بلطف ولين ، وأن يتحرى الدقة والأمانة فى عمله ، وإذا تم العمل على الوجه الأكمل يأتى دور الأمانة فى النقل ، فإن كان ولا بد من ضرورة نشر تفاصيل العمل فى أي وسيلة من وسائل النشر فليكن النقل بأمانة وموضوعية ، وألا يقتصر النقل على فئة محدودة لمجموعة من الأشخاص ، وإهمال الباقى مع أنهم قد يكون لهم دور أكبر فى إنجاز هذا العمل
7- أخيراً على القائم بالعمل أن يكون بينه وبين نفسه متجرداً عن حقوق العباد ، فلا يكون لأحد عنده مظلمة ، خلاصة القول أن يكون ذا عفة عن حقوق العباد ، ناهيك عن حقوق الله عز وجل .
وفى النهاية أقول : لا ينبغى أن تكون مصالح المسلمين وأعمال البر وسيلة من وسائل جذب الأفراد لفكر معين ، أو إغرائهم بقناعات معينة ، فالإسلام لا يعرف ألاعيب السياسة ، قد يقول قائل إن الإسلام لا يتعارض مع السياسة ؟ أقول لك نعم : إن الإسلام كله سياسة ، بل إن كلمة لا إله إلا الله من أول حرف فيها إلى آخر حرف كلها سياسة ، ولكن السياسة التى يتبناها الإسلام ويدعوا إليها هى السياسة النظيفة التى تبنى على الصدق ، أما السياسة بمفهومها المزيف المعاصر فهذه يطلق عليها سياسة المصالح ، وهى نوع من الغش الذي نبذه الإسلام وأمر بالابتعاد عنه ، فهى كذب وقد أمر النبى بالبعد عن الكذب ، فقال : إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، أي أن الإسلام لا يقرها ولا يعترف بها ، لأن ممارستها كذب وخداع .
أما السياسة التى طبقها الصحابة والتابعون وكان فيها شىء من الخداع فهى السياسة مع الأعداء الذين لا يدينون بدين الإسلام ، وهى مشروعة ولا شىء فيها .
أسأل الله العلى القدير أن يجعلنا من الذين يعملون فيخلصون ، ويخلصون فيقبلون ، ويقبلون فيدخلون الفردوس الأعلى .
مع خالص تحياتى
د/ أحمد محمد لطفى
أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية
الشريعة والقانون جامعة الأزهر
5- أن يستوى لدى الفرد أن يكون نجاح العمل على يديه أو على يد غيره ، لأن الغرض الرئيس هو تحقيق مصلحة المسلمين .
6- على الفرد أن يتبع عند قيامه بعمله القواعد والآداب التى أمر بها الدين الحنيف ، فعليه أن ينصح غيره بلطف ولين ، وأن يتحرى الدقة والأمانة فى عمله ، وإذا تم العمل على الوجه الأكمل يأتى دور الأمانة فى النقل ، فإن كان ولا بد من ضرورة نشر تفاصيل العمل فى أي وسيلة من وسائل النشر فليكن النقل بأمانة وموضوعية ، وألا يقتصر النقل على فئة محدودة لمجموعة من الأشخاص ، وإهمال الباقى مع أنهم قد يكون لهم دور أكبر فى إنجاز هذا العمل
7- أخيراً على القائم بالعمل أن يكون بينه وبين نفسه متجرداً عن حقوق العباد ، فلا يكون لأحد عنده مظلمة ، خلاصة القول أن يكون ذا عفة عن حقوق العباد ، ناهيك عن حقوق الله عز وجل .
وفى النهاية أقول : لا ينبغى أن تكون مصالح المسلمين وأعمال البر وسيلة من وسائل جذب الأفراد لفكر معين ، أو إغرائهم بقناعات معينة ، فالإسلام لا يعرف ألاعيب السياسة ، قد يقول قائل إن الإسلام لا يتعارض مع السياسة ؟ أقول لك نعم : إن الإسلام كله سياسة ، بل إن كلمة لا إله إلا الله من أول حرف فيها إلى آخر حرف كلها سياسة ، ولكن السياسة التى يتبناها الإسلام ويدعوا إليها هى السياسة النظيفة التى تبنى على الصدق ، أما السياسة بمفهومها المزيف المعاصر فهذه يطلق عليها سياسة المصالح ، وهى نوع من الغش الذي نبذه الإسلام وأمر بالابتعاد عنه ، فهى كذب وقد أمر النبى بالبعد عن الكذب ، فقال : إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، أي أن الإسلام لا يقرها ولا يعترف بها ، لأن ممارستها كذب وخداع .
أما السياسة التى طبقها الصحابة والتابعون وكان فيها شىء من الخداع فهى السياسة مع الأعداء الذين لا يدينون بدين الإسلام ، وهى مشروعة ولا شىء فيها .
أسأل الله العلى القدير أن يجعلنا من الذين يعملون فيخلصون ، ويخلصون فيقبلون ، ويقبلون فيدخلون الفردوس الأعلى .
مع خالص تحياتى
د/ أحمد محمد لطفى
أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية
الشريعة والقانون جامعة الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق