الاثنين، 15 أكتوبر 2012

الحمد لله القوى المتين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القوى المتين ..
السماء دائماً وأبداً تقول : سبحان من رفعني بقدرته ، وأمسكني بقوته ، فهو ركني وعمادي ..
والأرض دائماً وأبداً تقول : سبحان من وسع كل شيء علماً ومهد مهادي ..
والبحار دائماً تقول : سبحان من بمشيئ...ته وقدرته وإرادته أجراني وأسال عيون مائي لقصادي وورادي ..
والعارف به يقول : سبحان من دلني عليه ، وجعل إليه مرجعي ومعادي ..
والمذنب يقول : سبحان من اطلع علي في المعصية ورآني ، فلما رآني سترني وغطاني ، ولما تبت إليه تاب علي وهداني ..
أحمدك يا ربي وأستعينك وأستغفرك وأستهديك ، لا أحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، جل ثناؤك ، وعظم جاهك ، ولا إله غيرك ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، هو الواحد الذي لا ضد له ، وهو الصمد الذي لا منازع له ، وهو الغني الذي لا حاجة له ، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وهو جبار السماوات والأرض ، لا راد لحكمه ، ولا معقب لقضائه ، إنما قوله لشيءٍ إذا أراده أن يقول له : كن فيكون .
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا ومعلمنا وقدوتنا وأستاذنا محمداً رسول الله ..
اللهم صلَّ وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ، صلاةً وسلاماً يليقان بمقامك يا أمير الأنبياء .. ويا سيد المرسلين .
وأشهد لك يا سيدي ويشهد معي الموحدون أنك قد أديت الأمانة ، وبلغت الرسالة ، ونصحت الأمة ، وكشف الله بك الغمة ، وعبدت ربك يا سيدي حتى لبيت داعيه ، وجاهدت في سبيل ربك حتى أجبت مناديه ، وعشت طوال أيامك ولياليك تمشي على شوك الأسا ، وتخطو على جمر الكيد والعنت ، تلتمس الطريق لهداية الضالين ، وإرشاد الحائرين ، حتى علمت الجاهل ، وقومت المعوج ، وأمنت الخائف ، وطمأنت القلق ، ونشرت أضواء الحق والخير والإيمان والتوحيد كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار ..
فصلى الله وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ، وجزاك الله عنا خير ما جزى الله نبياً عن أمته ، ورسولاً عن قومه أما بعد :
فيا أيها الأحباب : تعالوا بنا لنطوف سوياً في روضة وبستان رسول الله
لنقطف من كل شجرة غصنا .. ومن كل غصنا زهرة نستنشق منها عبيرها وخاصة عندما يكون عبيرها مستمد من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تعالوا بنا لنتذكر يوم من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يوم لقى فيه العناء والشدة .. يوم على أراضى الطائف .
عندما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم داعيا راجيا لهم الخير والهداية والصلاح .
فتلقى ردودا غليظه .. شديدة .. قاسية .
احدهما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أما وجد الله رجلا غيرك يبعثه ؟!
وقال آخر : لأشقن ستائر الكعبة إن كنت نبيا ورسولا .
وقال ثالث : إن كنت نبيا فأنت أعظ خطرا من أن احدثك وان كنت كاذبا فأنا لا أحدث كاذبا .
وبعد ذلك سلطوا صبيانهم وسفهاءهم ليقذفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاره .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث له هذا ؟َ
يا أحفاد امهات المؤمنين ..
يا ابناء القرآن .. يا عشاق الجنة ..
هل تسمعون؟!
هل رأيتم ما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
سيد البشر وسيد الأولين وسيد الآخرين .. أحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى .
حبيب الله ومصطفاه يحدث له هذا ؟!
أليس هذا من اجلكم !
تعالى لنرى ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك .
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا .. دامع العينين .. والدم يسيل من رجليه الشريفتين .
تقدم بشكوته الى الله سبحانه وتعالى : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الرحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أو إلى قريب ملكته أمري إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات والأرض وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك

الراوي: عبدالله بن جعفر بن أبي طالب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1483
خلاصة حكم المحدث: حسن
ماذا تشعرون؟!
أتشعرون بقلوبكم تنفطر من أجله ؟!
نعم وكيف لا وهذا هو حبيب الله .
ماذا فعل الحبيب لحبيه ردا على شكواه ؟!
لقد اهتزت السموات لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أرسل الحبيب الى حبيبه ملك الجبال يستأذنه ان يطبق عليهم الاخشبين وهما جبلان بمكة .
ماذا كان رد حبيب الله عليه الصلاة والسلام له ؟!
رد الرسول الكريم : لا عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله .
سبحان الله .. بعد كل ما فعلوه لرسول الله يطلب الرسول الكريم الرحمه والعفو عنهم .
ما أعظمك يا حبيب الله !
ما أرحمك بأمتك .. !
نعم .. إنه رسولنا .. حبيبنا .. قدوتنا ..
فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من أجلنا فماذا فعلنا نحن له ؟؟!
سكتنا عندما سمعنا باهانته !!
سامحنى يا رسول الله .. فلم أجد سوى هذا الموضوع كى أذكر أمتك بموقف من مواقف حياتك الجليلة .
فلو كان الأمر بيدى يا حبيب الله لتحدثت عن سيرتك حتى تجف كلماتى وتقف يدى .
وفى الختام : أتمنى أن تذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قلوبكم .. وتحيوا سنته وسيرته .
احكوا سيرته لاولادكم .. لاطفالكم .. لازواجكم .. لاهلكم .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق