الأحد، 27 مايو 2012

فصاحة أعرابي

فصاحة أعرابي


يحكى أن تاجراً تعرض له قطاع طُرق وأخذوا ماله، فلجأ إلى المأمون العباسي ليشكو إليه ما ألّم به وأقام ببابه سنةً فلم يؤذَن له.

فخطرت بباله حيلة توصله إلى المأمون وهي:

أنه حضر يوم الجمعة ونادَى، يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول:

وهو أن لي ما لَيس لله

وعندي ما ليس عند الله

ومعي ما لم يخلُقه الله

وأحب الفتنة وأكره الحق

وأشهد بما لم أرَ

وأصلي بغير وضوء!.

فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون على عجل ..

فقال له: هل الذي بلغني عنك صحيح؟

فقال: صحيح

قال: فما حملك على هذا ؟

قال: قُطع علي وأخذ مالي ولي ببابك سنة و لم يؤذن لي، فقلت ما سمعت لأراك وأبلغك لترد عليَّ مالي.

قال: لكَ ذلك إن فسّرتَ ما قلت !!

قال: نعم

أما قولي: إن لي ما ليس لله

فلي زوجة وولَد، وليس ذلك لله

وقولي: عندي ما ليس عند الله

فعندي الكذب والخديعة، والله بريء من ذلك

وقولي: معي ما لم يخلقه الله

فأنا أحفظ القرآن، وهو غير مخلوق

وقولي: أحب الفتنة

فإني أحب المال والولد

لقوله تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة}

وقولي: أكره الحق

فأنا أكره الموت وهو حق

وقولي: أشهد بما لم أَرَ

فانا أشهد أن محمدا رسول الله، ولم أرَه

وقولي: أصلي بغير وضوء

فإني أصلي على النبي بغير وضوء

فاستحسن المأمون ذلك وعَوّضه عن ماله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق