الثلاثاء، 10 أبريل 2012

عقبة قائد الفتح الشمالي (3)

عقبة قائد الفتح الشمالي (3):

ظل عقبة في منصبه الخطير كقائد للحامية الإسلامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ونأى بنفسه عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين،وجعل شغله الشاغل الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد عاديةالروم، فلما استقرت الأمور وأصبح معاوية خليفة للمسلمين، أصبح معاوية بن حديج واليًا على مصر، وكان أول قرار أخذه هو إرسال عقبة بن نافع إلى الشمال الإفريقي لبداية حملة جهادية قويةوجديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة وذلك سنة 49 هجرية.

كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها ودان وإفريقيةوجرمة وقصور خاوار، فانطلق الأسد العنيف عقبة ورجاله الأشداء على هذه القرى الغادرأهلها وأدبهم أشد تأديب، فقطع أذن ملك ودان وأصبع ملك قصور خاوار حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة المسلمين مرة أخرى (مع العلم أن هذا الأمر لا يجوز شرعًا لأنه مثّله,ولكن عقبة اجتهد في تأديبهم بما يردعهم عن المعاودة للخلاف).

بعدأن طهر عقبة المنطقة الممتدة من حدود مصر الغربية إلى بلاد إفريقية تونس من الأعداء والمخالفين، أقدم عقبة على التغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لاتستطيع مجاراة المسلمين في حرب الصاعقة الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يطهروامنطقة الشمال الإفريقي من الحاميات الرومية المختلفة ومن جيوب المقاومة البربريةالمتناثرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق